كما تبيّن أن بعض البنات المراهقات يعتقدن أن استعمال الأقراص المانعة للحمل يحمي من الأمراض الجنسية . كما أن ثلث عدد المراهقين الذين شملتهم الدراسة لم يسمعوا بأمراض جنسية مثل الزهري والهربس .
في حلقة من حلقات البرنامج الوثائقي بانوراما قدّمها التلفزيون البريطاني (البي بي سي ) بتاريخ 15 مارس 1999م جاء في البرنامج أن نسبة الإصابة بمرض السيلان بين المراهقين في فئة العمر ما بين (16-19) سنة قد ارتفعت إلى 46% خلال الفترة من سنة 1995 إلى 1997 ، كما أن الإصابة بمرض الكلاميديا بين الإناث ارتفعت إلى 56% .
وفي هذا الصدد أعلن الدكتور ريتشارد سلاك مسؤول الشؤون الصحية في منطقة نوتنجهام البريطانية أنه حسب إحصائيات وزارة الصحة ، فإن طلاب المدارس الذين أصيبوا بمرض السيلان في منطقة نوتنجهام ضعف المتوسط في أي منطقة أخرى في بريطانيا ، ذلك نظرًا لأن هذه المنطقة تنتشر فيها النوادي الليلية ، وأن هناك طلابًا أعمارهم (11) سنة مصابين بأمراض جنسية ، كما أن 12% من الطالبات دون سنة 20 سنة قد تعرضن للإصابة بأمراض جنسية مرة واحدة على الأقل .
وعلى مستوى بريطانيا من المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 4% بين الطالبات أي (120) إصابة من كل 100.000 نسمة . هذا مع العلم بأنه يوجد في بريطانيا 20.000 حالة إصابة بمرض الإيدز ويزيد هذا العدد بمعدل 2.500 حالة سنويًا .
رد الفعــل الخجــول:
وإزاء تفاقم الوضع والزيادة المضطردة لحالات حمل الطالبات والإصابات بالأمراض الجنسية في الدول الغربية خاصة أمريكا وبريطانيا ، تم عقد العديد من المؤتمرات والاجتماعات على أعلى المستويات بين الوزراء المختصين. وقد وضعت الحكومة البريطانية برنامجًا بكلفة 60 مليون جنيه استرليني من أجل إطلاق حملات توعية تهدف لتخفيض نسبة حمل الطالبات ؛ حيث أنهن يضطررن لترك الدراسة بسبب الحمل . كما يتم تقديم دعم مادي للطالبات اللاتي يحتفظن بأطفالهن ، لمساعدتهن في دفع رسوم الحضانة ورسوم الخدمات الطبية في حالة إجهاض الحمل ، وهذا يكلّف ميزانية الدولة بليون جنيه سنويًا .
وقد صرّحت وزيرة التربية البريطانية ايستل موريس بأنه سيتم توزيع المخصصات المالية لسلطات التعليم المحلية في كل منطقة لرفع مستوى حملات التوعية والثقافة الجنسية بين الطلاب منذ المرحلة الاعدادية . وتم إنتاج شريط فيديو مدته (30) دقيقة يتضمن لقطات لطفل حديث الولادة يصرخ بشدة ؛ لتحذير الطلاب من العواقب في حالة ممارسة الجنس بدون عازل مطاطي ، أو أي وسيلة أخرى من وسائل منع الحمل . هذا بالرغم من أن المنهج الدراسي يتضمن دروسًا إجبارية للتوعية الجنسية في المرحلة الثانوية . أما في المرحلة الإعدادية المتوسطة يجوز للآباء منع أبنائهم من حضور هذه الدروس ، ولكـن هذه الدروس لم تحقق الغاية المنشودة منها حتى الآن . وأفاد دكتور روجر انجام مدير أبحاث الصحة الجنسية بجامعة ساوثامبتون البريطانية بأنه لا بد من تحسين مناهج الثقافة الجنسية الموجودة حاليًا . والجدير بالذكر أنه توجد منظمات خيرية كثيرة مثل منظمة بروك لتقديم الاستشارات الطبية الجنسية على الهاتف ، وعلى شبكة الإنترنت وعيادات مجانية لتقديم الأدوية والكشف الطبي في هذا التخصص.
وقد وافقت السلطات التشريعية البريطانية أخيرًا على توزيع أقراص منع الحمل مجانًا في المدارس بدون موافقة الآباء أو أولياء أمور الطلاب .
كما أن مجلس العموم البريطاني وافق أيضًا على نشر كتيب للثقافة الجنسية من إعداد منظمة بروك للاستشارات الجنسية التي أشرنا إليها آنفًا ، بالرغم من أن هذا الكتيب كان مثيرًا للجدل عندما تم نشره لأول مرة في سنة 1991م ، أن بعض جمعيات حماية الأسرة قد انتقدت بشدة هذه الكتيبات الصادرة من منظمة بروك لأنها تحتوي على رسومات جنسية مثيرة وأنها تؤدي إلى نتائج عكسية . وقد ذكرت منظمة بروك أنها تقدم استشارات وخدمات مجانية لأكثر من 100.000 مراهق في السنة .
خلال مؤتمر الوسائل الحديثة لمنع الحمل في الألفية الجديدة تحدث البروفيسور جون جيلبود المدير الطبي لمركز التخطيط الأسري البريطاني وقال إنه تم إنتاج مواد هرمونية سائلة مانعة للحمل في شكل أنابيب صغيرة يمكن زراعتها في الرحم أو زراعتها تحت جلد العضل وتستمر فعاليتها لمدة 3 سنوات وهي من إنتاج شركة اورجانون الهولندية . وقد أوصى البروفيسور جيلبود باستخدام هذه الوسائل الجديدة بكثافة بين طالبات المدارس منذ سن الثانية عشر من أجل تخفيض حالات الحمل بين الطالبات ؛ ذلك لأن الطالبات الصغيرات يشعرن بالحرج من طلب موانع الحمل الأخرى ، أو أحيانًا يتعرضن للنسيان ، أو عدم الاهتمام فيحدث الحمل . ولكن هذه التوصية أثارت ضجة كبرى خاصة من قبل جمعيات الدفاع عن القيم العائلية لأن هذا يشجع الطالبات الصغيرات على الشروع في الممارسات الجنسية منذ سن مبكرة ، كما أن هذه الوسيلة لا تحد من انتشار الأمراض الجنسية . وفي الولايات المتحدة الأمريكية انطلقت أيضًا حملة وطنية للثقافة الجنسية في المـدارس ، تهدف إلى تخفيض حالات حمل الطالبات إلى الثلث حتى سنة 2005م . هذا مع العلم بأن المراهقين هم أكثر الفئات إصابة بالأمراض الجنسية فى أمريكا وأن واحدًا من كل أربعة يصاب بمرض جنسى قبل بلوغ سن (21) سنة .
إن هذه الأرقام والإحصائيات وشهادات الشهود التي سردناها في هذا الملف تبيّن حجم الكارثة التي لحقت بالمجتمعات الغربية نتيجة للإباحية الجنسية والتفكك الأسري الذي حدث بعد خروج المرأة من بيتها ، وإهمال واجبها الأساسي في تربية الأطفال .
والخطورة تكمن في أن الأطفال غير الشرعيين المولودين لأمهات طالبات قاصرات محرومون من الحنان والدفء العائلي ، ولذلك سوف يتولد لديهم حقد شديد على المجتمع وستكون قلوبهم قاسية لا يعرفون معنى الرحمة والإنسانية . فكيف يكون الحال عندما يصبح هذا الجيل الجديد مؤتمنًا على الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية الفتاكة ؟ . وبالرغم من أن هذا الجيل غير محروم من ممارسة الجنس منذ البلوغ مع زميلات الدراسة أو بائعات الهوى ، إلا أننا نلاحظ ارتفاع حالات الاغتصاب والجرائم الجنسية في الدول الغربية بدرجة كبيرة . وخلال سنة 1999 فقط تم ارتكاب 37.400 جريمة جنسية في بريطانيا .
وفي هذا العصر طالبت المرأة الغربية المساواة بالرجل في كل شيء وحصلت على الإباحية وتعدد العلاقات مع الرجال بدون رباط شرعي أو قانوني من أجل المتعة الجسدية بدون مسؤولية ، وتخلت عن واجباتها الأساسية في تنشئة أطفال المستقبل . أسلحة الكيد النسائي ، مثل الصوت المتكسر الرنان ، إ براز الجسم الفتّان والابتسامات الساحرة والدموع الماكرة… توقع الرجال في الفخ ، وحينها يصبحون تحت رحمة بنات حواء أداة طيعة في يدها تفعل بها ما تشاء . ولكن يبدو أن السحر انقلب على الساحر والكيد إنقلب على الكائد . وأصبحت المرأة- أكثر المتضررين من خروجها مـن دارها ، فقدت كرامتها وأصبحت سلعة رخيصة ، ودارت عليها الدوائر ، وهي الآن الضحية بعد أن كانت هي الجاني على نفسها وعلى أجيال المستقبل .
عسى أن تكون هذه الاحصائيات المرعبة عبرة لكل ربة أسرة مسلمة تفكر فى استيراد التقليعات والصرْعات التى تظهر فى بلاد الغرب ....
منقول من موقع
اسلام ويب[/center]